للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البغوي -رحمه الله-: «ونقدس لك، أي: نثني عليك بالقدس والطهارة عما لا يليق بعظمتك وجلالك، وقيل: ونطهر أنفسنا لطاعتك، وقيل: وننزهك» (١).

ثانيًا: فضل التسبيح (٢)؟

شرع الله -عز وجل- لعباده تسبيحه، وعظم سُبْحَانَهُ شانه؛ فجعله من أفضل العبادات الموصلة إليه، ومن أجلِّ القربات التي يتقرب بها إليه، ونوع الدلائل من الكتاب والسنة في بيان فضله، وعظيم شأنه، ورفيع مكانته، وجزيل ثواب أهله، وبيان هذه الفضائل على النحو الآتي:

أن الله -عز وجل- كرر ذكر التسبيح في القرآن بصيغ مختلفة وأساليب متنوعة، فورد التسبيح في القرآن أكثر من ثمانين مرة، تارة بصيغة الأمر، كقوله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: ٤١ - ٤٢]، وتارة بصيغة الماضي، كما في قوله: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: ١]، وتارة بالمضارع كقوله: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن: ١]، وتارة بلفظ المصدر كقوله: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [يس: ٣٦].

وقال بعض أهل العلم: «والتسبيح ورد في القرآن على نحو من ثلاثين وجهًا، ستة منها للملائكة، وتسعة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأربعة لغيره


(١) تفسير البغوي (١/ ١٠٢).
(٢) ينظر: الأذكار، للنووي (ص: ١٥ - ١٦)، وفقه الأدعية والأذكار، للبدر، (١/ ٢٠١، وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>