للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ﴾ [النور: ٢٢]، يعني: أبا بكر ، ﴿وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ﴾ [النور: ٢٢] يعني: مسطحًا، إلى قوله: ﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢]، حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلَى وَاللهِ يَا رَبَّنَا، إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا، وَعَادَ لَهُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ (١).

نيل المغفرة والجنة: يقول تَعَالَى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤].

الأثر الرابع: محبة الله العَفُو:

من علم أن الله عفو غفور رحيم أثمر في قلبه محبته تَعَالَى، والتوقي عن معصيته بقدر الطاقة، وإذا زلت القدم ووقع المؤمن في الذنب فإنه يتذكر أن الله عفو يحب العفو، فيسري الرجاء في قلبه، ويقطع الطريق على اليأس من رحمة الله تَعَالَى، ويحسن الظن بربه الذي يعفو عن المسيئين، ويغفر الذنوب جميعًا.

[الأثر الخامس: اتصاف العبد بالعفو]

العفو والتجاوز لا يقتضي الذلة والضعف، بل إنه قمة الشجاعة والامتنان وغلبة الهوى، لا سيما إذا كان العفو عند المقدرة على الانتصار.

وقد بوب البخاري في صحيحه بابًا عن الانتصار من الظالم؛ لقوله تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشورى: ٣٩]، وذكر عن إبراهيم النخعي


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٧٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>