للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر الثالث: محبة الله اللطيف]

فاللطيف يلطف بعباده المؤمنين، ويحسن إليهم، ويرفق بهم، فلا يعجل عليهم العقوبة، ويسوق لهم الخير من حيث يحتسبون، ومن حيث لا يحتسبون، بل يسوق لهم الخير من حيث يكرهون، كل هذا وغيره من ألطاف الله يدعو القلوب لمحبته والتعلق به سُبْحَانَهُ، وهذه المحبة تثمر التقرب إليه سُبْحَانَهُ بأنواع العبوديات، كما تثمر الحياء والإجلال له سُبْحَانَهُ، الذي يدفع العبد إلى تعظيم حرماته فلا يغشاها، وحدوده فلا يقربها، كما تثمر هذه المحبة الدعوة إليه سُبْحَانَهُ والجهاد في سبيله، والتضحية بالنفس والمال في سبيل مرضاته ﷿.

[الأثر الرابع: اللطف بعباد الله تعالى]

«لما كان من معاني (اللطيف) البر والرفق والإحسان، فإن مما يثمره في قلب المؤمن وأخلاقه أن يكون رفيقًا بعباد الله ﷿ محسنًا إليهم، بارًّا بهم، يحب الخير لهم ويفعله لهم، ويكره الشر لهم» (١).

وقد جاءت أحاديث صحيحة كثيرة، تدعو إلى الرفق وترغب فيه:

عن المقدام بن شريح ، قال: رَكِبَتْ عَائِشَةُ بَعِيرًا فَكَانَتْ فِيهِ صُعُوبَةٌ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (٢).


(١) ولله الأسماء الحسنى، للجليل (٢٧٨).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٥٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>