للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اقتران اسم الله (اللَّطِيف) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

اقتران اسم الله (اللَّطِيف) باسم الله (الخَبِيْر):

تقدم بيانه في اسم الله (الخبير).

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (اللَّطِيف):

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (اللطيف) من الصفات، ودلالته على التوحيد]

الله سُبْحَانَهُ هو اللطيف الذي دق علمه فأدرك الخفايا، وأحاط بكل شيء فلا يفوت علمه شيء من الخبايا؛ يقول تَعَالَى- على لسان لقمان-: ﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ١٦]، قال ابن كثير ﵀: «ولو كانت تلك الذرة محصنة محجبة في داخل صخرة صماء، أو غائبة ذاهبة في أرجاء السموات أو الأرض، فإن الله يأتي بها؛ لأنه لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض؛ ولهذا قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ أي: لطيف العلم، فلا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت ﴿خَبِيرٌ﴾ بدبيب النمل في الليل البهيم» (١).

وهو اللطيف الذي أوصل بره وإحسانه لعباده بطرق خفية لم يحتسبوها.


(١) تفسير ابن كثير (٦/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>