وإحسانه، والله المجيد كمل في صفاته، قال تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [النحل: ٦٠]، وكمل في عطائه وإحسانه، قال تَعَالَى: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: ٣٤]، وكمل في كل شيء، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود: ٧٣]، بل له من ذلك الكمال أكمله وأبلغه وأوسعه، فمن كان كذلك كيف لا تحبه القلوب، وتهيم بذكره النفوس؟
قال ابن القيم ﵀:«الثناء والحب تبع للأسباب المقتضية له، وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال، ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير؛ فإن هذه هي أسباب المحبة، وكلما كانت هذه الصفات أجمع وأكمل، كان الحمد والحب أتم وأعظم.
والله سُبْحَانَهُ له الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه ما، والإحسان كله له ومنه، فهو أحق بكل حمد، وبكل حب من كل جهة، فهو أهل أن يُحَب لذاته، ولصفاته، ولأفعاله، ولأسمائه، ولإحسانه، ولكل ما صدر منه سُبْحَانَهُ» (١).
الأثر الرابع: تمجيد ما مجده الله ﷿-:
الإيمان باسم الله (المجيد) يدعو العبد إلى تمجيد ما مجده ربه ﷿؛ فقد مجد سُبْحَانَهُ نفسه العلية، ومجد كتابه، ومجد عرشه.
فأما تمجيده لنفسه:
فمجَّد ﵎ نفسه في كتابه العزيز بما ذكر من أسمائه وصفاته وأفعاله، ومن أعظم آيات القرآن التي حوت ذلك آية الكرسي وسورة الإخلاص والفاتحة.