للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَا، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ» (١).

ومن الرفق في أخذ الدين: الترخص برخص الرفيق سُبْحَانَهُ، واستشعار العبودية في ذلك، وابتغاء محبته ورضاه، فعن ابن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُتْرَكَ مَعْصِيَتُهُ» (٢)، وفي حديث حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه-، أنه قال: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَجِدُ بِي قُوَّةً عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَحَسَنٌ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ» (٣).

الأثر الرابع: الرفق في كل الأمور، اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

كان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أرفق الناس، وشواهد رفقه في سنته ظاهرة، ودلائل حلمه وأناته في سيرته واضحة، بل إنه ضرب أروع الأمثلة في تحقيق الرفق والأناة في تعامله مع الناس ودعوته إلى دين الله، ومعالجته لما قد يقع من أخطاء ومخالفات، ومن شواهد ذلك:


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (١١٥٠)، ومسلم، رقم الحديث: (٧٨٤).
(٢) أخرجه ابن خزيمة، رقم الحديث: (٢٠٢٧)، حكم الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب، رقم الحديث: (١٠٥٩).
(٣) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>