الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (السيد) من صفاته سُبْحَانَهُ، وتحقيق التوحيد له:
السيد سُبْحَانَهُ هو الذي ساد الكون سيادة مطلقة بكل أوجه الكمال والجلال، فالسموات والأرض، والملائكة، والإنس والجن، والنبات والحيوان، كل هؤلاء خلق للسيد سُبْحَانَهُ، ليس بهم غنية عنه في بدء أمرهم الوجودي، ولا في الإبقاء بعد الإيجاد، ولا في العوارض التي قد تطرأ أثناء البقاء، فكلها تزيد بأمره، وتنقص بأمره، وتحيا بأمره، وتموت بأمره، وتتحرك بأمره، وتسكن بأمره، وتنفع وتضر بأمره أيضًا، يقول تَعَالَى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٣].
فله سُبْحَانَهُ كل صفات السؤدد وكمالها، «فهو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف: الذي قد كمل في شرفه، والعظيم: الذي قد كمل في عظمته، والحليم: الذي قد كمل في حلمه، والغني: الذي قد كمل في غناه، والجبار: الذي قد كمل في جبروته، والعالم: الذي قد كمل في علمه، والحكيم: الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو اللهسُبْحَانَهُ هذه صفته، لا تنبغي إلا له»(١).
فحري بالعبد الموحد أن يلجأ إلى رب العزة والجلال، السيد سُبْحَانَهُ، ويوحده في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، ويستغني به عن خلقه.