للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتوكل عليه وحسبه وواقيه، فلو توكل العبد على الله تَعَالَى حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجًا من ذلك وكفاه ونصره» (١).

[الأثر الرابع: الاطمئنان إلى الله الحسيب الديان]

من علم يقينًا اسم الله الحسيب الديان؛ لم يستوحش من إعراض الخلق عنه، ولم يستأنس بقبولهم له؛ ثقة بأن الذي قُسم له لا يفوته وإن أعرضوا، والذي لم يقسم له لا يصل إليه ولو أقبلوا.

إذ إن الإيمان باسم الله الحسيب الديان يورث العبد الاطمئنان والراحة، وذلك من جهتين:

دلالته على الكفاية؛ إذ تذكره يكسب القلب الطمأنينة والسكينة بكفاية الله الحسيب لجميع ما يهمه من أمور الدين والدنيا، وما يهمه من تحصيل المنافع ودفع المضار.

وهذا بدوره يزيل القلق والهلع على الرزق؛ إذ تكفل سُبْحَانَهُ بأرزاق العباد بالليل والنهار وكفاهم إياها، فلا بد أن تصل إليهم شاء من شاء وأبى من أبى، كما جاء في الحديث: «أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ» (٢)، وقد أرشد الله لهذا بقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا


(١) بدائع الفوائد، لابن القيم (٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠).
(٢) أخرجه ابن ماجه، رقم الحديث: (٢١٤٤) واللفظ له، وابن حبان، رقم الحديث: (٣٢٣٩)، حكم الألباني: صحيح لغيره، التعليق الرغيب، رقم الحديث: (٣/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>