للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى اسم الله (القريب المجيب) في حقه سُبْحَانَهُ:

أولًا: معنى اسم الله (القريب):

قال الطبري -رحمه الله- في قوله تَعَالَى: {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ: ٥٠]: « … غير بعيد، فيتعذر عليه سماع ما أقول لكم، وما تقولون، وما يقوله غيرنا، ولكنه قريب من كل متكلم يسمع كل ما ينطق به، أقرب إليه من حبل الوريد» (١).

قال الزجاجي -رحمه الله-: «القريب: الذي ليس ببعيد، فالله -عز وجل- قريب ليس ببعيد، كما قال -عز وجل-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦] أي: أنا قريب الإجابة، وهو مثل قوله -عز وجل-: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤] … وكل هذا يراد به- والله أعلم- إحاطة علمه بكل شيء، وكون كل شيء تحت قدرته وسلطانه وحكمه وتصرفه، ولا يراد بذلك قرب المكان والحلول في بعضه دون بعض، جل الله وتَعَالَى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا» (٢).

قال الخطابي -رحمه الله-: «القريب: معناه: أنه قريب بعلمه من خلقه، قريب ممن يدعوه بالإجابة، كقوله تَعَالَى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]». (٣)

وقال السعدي -رحمه الله- في قوله تَعَالَى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: ٦١] «أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول


(١) تفسير الطبري (٢٠/ ٤٢٠).
(٢) اشتقاق أسماء الله الحسنى (ص: ١٤٦ - ١٤٧).
(٣) شأن الدعاء (ص: ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>