للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله العليم، والشهيد، والحسيب، والسميع والبصير، إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.

[الأثر الثاني: محبة الله الرقيب]

إذا علم المسلم أن الله الرقيب قائم عليه وعلى كل نفس، قائم بتدبيرها على أكمل نظام وأحسن إحكام، حافظ له وللمخلوقات من حوله فيحفظهم بحفظه ويكلؤهم بعينه، لا يغفل عن خلقه بل يرعاهم ويرعى أحوالهم ويدبر أمورهم، لا شك أن ذلك سيبعث في قلبه محبة الرقيب .

[الأثر الثالث: مراقبة الرقيب جل في علاه]

إذا أيقن العبد بأن الله هو الرقيب واستشعر نظره له في ظاهره وباطنه، وصغيره وكبيره؛ أورثه ذلك مراقبته سُبْحَانَهُ في السر والعلن، في الليل والنهار، في الخلوة والجلوة، فصار يلحظ أعماله، ويتفقد أفكاره وخطراته حتى يرتقي إلى درجة الإحسان التي أخبر عنها الرسول بأنها «أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» (١)، فيحفظ قلبه وسمعه وبصره ولسانه وجوارحه كلها من أن يكون منها أو فيها ما يسخط الله ﷿.

ومراقبة الله من أعلى أعمال القلوب، ومن أعظم منازل السائرين إلى الله والدار الآخرة، فعلى المسلم أن يسعى لتحقيقها وأن يكون من أهلها، وسيتناول الملحق- بإذن الله- ما يعين على ذلك.


(١) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>