الإيمان باسم الله السيد يورث في القلب محبة الله ﷿، ويجعل العبد يدرك ألا مالك للكون سوى السيد سُبْحَانَهُ، ولا مدبر للعالم غيره، ولا مصرف للكائنات إلا هو، فينصرف القلب إلى محبة الله ﷿، ويزداد ارتباطًا بمن ملك السؤدد كله على الحقيقة، والخلق كلهم عبيده.
[الأثر الثالث: لا سيادة لفاسق]
الشرف والسؤدد الحقيقي في هذه الدنيا إنما ينال بطاعة الله وتقواه، حيث إن الكرامة والشرف والرفعة وعلو الذكر- وهذه أركان السؤدد- إنما هي لأنبياء الله ﷿ وأوليائه وهم السادة على الناس، أما الكفرة والمنافقون والفساق فلا كرامة لهم ولا سيادة، وإن حصلت لهم السيادة الزائفة في وقت من الأوقات، ولذا جاء النهي عن تسمية المنافق بالسيد، كما جاء في الحديث:«لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدٌ»(١)، لأن المنافق يقع في فخ الذنوب والمعاصى، ويهوى في درك الفواحش والآثام، وهذا مخالف لمعنى السيد من المنظور الشرعي، الذي هو: الترفع عن الآثام، والتطهر من المعاصي، والتحلى بمعالي الأخلاق، ولذلك قال جعفر بن أبي طالب ﵁، للنجاشي عندما سأله عن الإسلام: «أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا
(١) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٤٩٧٧)، والبخاري في الأدب المفرد رقم الحديث: (٧٦٠)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي دواد، رقم الحديث: (٤٩٧٧).