للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول سُبْحَانَهُ: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر: ٥].

فمن تأمل في خلق الخالق سُبْحَانَهُ وتصويره وبرئه؛ أيقن بعظمة قدرة الله سُبْحَانَهُ وكمال علمه وحكمته، ورحمته ولطفه، وتصريفه وتدبيره سُبْحَانَهُ.

[الأثر الثاني: توحيد الله بأسمائه: الخالق، الخلاق، البارئ، المصور]

- دلالة أسماء الله الخالق، الخلاق، البارئ، المصور، على توحيد الألوهية والربوبية:

من آمن بهذه الأسماء؛ علم أن الله سُبْحَانَهُ له الخلق والأمر كله، يقول تَعَالَى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٤].

«فله الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات علويها وسفليها، أعيانها وأوصافها وأفعالها، والأمر المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق: يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر: يتضمن أحكامه الدينية الشرعية، وثم أحكام الجزاء» (١).

«فكما أنه لا خالق سواه، فليس على الخلق إلزام ولا أمر ولا نهي إلا من خالقهم سُبْحَانَهُ» (٢).


(١) المرجع السابق (ص ٢٩١).
(٢) تفسير السعدي (ص ٥٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>