للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن اسم الله (ذا الفضل) دال على الربوبية والألوهية، فكذا هو دال على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله (ذي الجلال والإكرام)، و (المنان)، و (الكريم)، و (الرحيم)، إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.

الأثر الثاني: تحقيق صدق الافتقار لذي الفضل سُبْحَانَهُ:

من أيقن أن الفضل بيد ذي الفضل وحده سُبْحَانَهُ؛ صح في قلبه صدق الاضطرار وكمال الافتقار، وتجرد من جبروت النفس والجاه والمال، يقول الله تَعَالَى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وفي حديث النبي لعبد الله بن عباس قال: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» (١).

يقول الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث: «الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة؛ لأنه هو الذي كتبه له، وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله ﷿، ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيرًا إلا بإذن الله ﷿» (٢).


(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٧١٣)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٥١٦)، حكم الألباني: صحيح، المشكاة، رقم الحديث: (٥٣٠٢).
(٢) شرح الأربعين النووية، لابن عثيمين (ص: ٢٠٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>