للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديرها عن الحكمة؛ لإفضائها إلى ما يحب، وإن كانت مكروهة له فما قدرها سدى، ولا أنشأها عبثًا، ولا خلقها باطلًا، ﴿ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ [ص: ٢٧].

وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته.

[الأثر الرابع: المحبة للسبوح القدوس]

إذا آمن العبد باسم الله السبوح القدوس، وتدبر ما فيه من كمال، وتعالٍ عن النقائص والمعايب، أورثه ذلك محبته وإجلاله؛ لأن النفوس جبلت على محبة من اتصف بالكمال، ثم هذه المحبة تورث حلاوة في القلب، ونورًا في الصدر، وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي يصغر بجانبه كل نعيم.

الأثر الخامس: التسبيح لله تَعَالَى وتقديسه -:

الله لكماله وعظمته وسعة سلطانه لهج ويلهج على الدوام جميعُ ما في السماوات والأرض من الحيوانات الناطقة، والصامتة، والأشجار والنبات، والجوامد، والأحياء، والأموات؛ بالتسبيح والتقديس له بمختلف اللغات، وأنواع الأصوات، قال تَعَالَى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: ٤٤]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجمعة: ١]، وقال: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحديد: ١] (١).


(١) ينظر: تفسير ابن كثير، (٥/ ٧٩)، وتفسير السعدي (ص: ٨٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>