للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى اسم الله (المُبِيْنِ):

يدور معنى اسم الله (المُبِيْنِ) في حقه تَعَالَى حول معنيين:

الأول: بيانه وظهوره سُبْحَانَهُ لكل أحد، بأدلة واضحة ظاهرة بيِّنة تدل على وجوده تَعَالَى ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

الثاني: بيان الله الحق للخلق، وإظهاره لهم بأبين طريق وأوضحه، ومن ذلك إرسال الرسل وإنزال الكتب، وكذلك الأقدار التي تبين للعبد أن الله هو الحق المبين.

وعلى هذين المعنيين تدور أقوال العلماء، ومنها:

قال الطبري عند قوله تَعَالَى: ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٢٥] «يعلمون يومئذٍ أنَّ الله هو الحق، الذي يُبيِّنُ لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذ الشكُّ فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما يَعدهم في الدنيا يمترون» (١).

قال الخطابيُّ : «المبين هو البَيِّنُ أمْرُهُ في الوحدانية، وأنه لا شريك له» (٢).

وقال الحليميُّ : «المبين وهو الذي لا يَخْفَى … ؛ لأنَّهُ له من الأفعالِ الدَّالَّةِ عليه ما يستحيلُ معها أن يخفَى» (٣).


(١) تفسير الطبري (١٨/ ٨٤).
(٢) شأن الدعاء (ص: ١٠٢).
(٣) المنهاج (١/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>