للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله بالخلق والإبداع وأنه لا حول ولا قوة إلا به» (١).

ولذلك كانت نسبة الولد إليه مسبة له، كما ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال: «قَالَ اللهُ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي، كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ الله وَلَدًا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ» (٢).

وكما أن اسم الله البديع دال على الربوبية والألوهية، فكذا هو دال على الأسماء والصفات؛ إذ يدل على اسم الله القدير، والخالق، والبارئ، والمصور، والجميل، إلى غير ذلك من أسمائه سُبْحَانَهُ وما فيها من صفات.

الأثر الثاني: محبة بديع السماوات والأرض سُبْحَانَهُ:

من آمن بأنه سُبْحَانَهُ بديع لا مثيل له ولا شبيه، وأنه المبدع الذي فطر الخلق ابتداء من غير مثال سبق، فهو سُبْحَانَهُ خلق فأبدع في خلقه- مَن عَلِم كل هذا لزمه محبة البديع سُبْحَانَهُ ذي الصفات العلا جل شأنه.

[الأثر الثالث: الدعاء باسم الله بديع السماوات والأرض]

فإن من هدي رسولنا كثرة الدعاء وصدق الطلب، ومن دلائل الدعاء باسم الله البديع: ما رواه أنس بن مالك قال: «سمع النبي رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، يا بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك، فقال


(١) مفتاح دار السعادة (١/ ٢٨٥).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٩٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>