ضعيفًا، والجاهل إذا عرف كان قريب الانقياد والاتباع، وبهذا يكون قد قطع نصف الطريق إلى الحق وما بقي عليه إلا قوة العزيمة على الرشد «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، والعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ» رواه أحمد (١)، ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا﴾ [الكهف: ٦٨]، وهذا السبب هو الذي حال بين كثير من الكفار وبين الإسلام، فإنهم لا يعرفون عنه شيئًا، ومع ذلك يكرهونه، وكما قيل: الناس أعداء لما جهلوا.
[٢) عدم الأهلية]
فإنه قد تكون المعرفة تامة، لكن يتخلف عنه عدم زكاة المحل وقابليته، يقول تَعَالَى في ذلك: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال: ٢٣]، مثل: الأرض الصلدة التي يخالطها الماء، فإنه يمتنع النبات فيها لعدم قبولها، فإذا كان القلب قاسيًا لم يقبل النصائح، وأبعد القلوب من الله: القلب القاسي، وكذا إذا كان القلب مريضًا، فلا قوة فيه ولا عزيمة؛ لما يؤثر فيه العلم، فهم كما وصفهم الله: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر: ٤٥].
[٣) الإعراض عن شرع الله تعالى]
من أعرض عن طاعة الله، ولم يلتفت إلى ما يصلح حاله، وامتلأ فؤاده بحب الدنيا والشهوات؛ جازاه الله بأن أعرض عنه وصرف عنه هداه، يقول
(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٧٣٨٩)، والنسائي، رقم الحديث: (١٣٠٤)، وابن حبان، رقم الحديث: (٩٣٥)، والطبراني، رقم الحديث: (٧١٥٧)، حكم الألباني: ضعيف، المشكاة، رقم الحديث: (٩٥٥).