للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر الخامس: دعاء الله والاستعاذة بعزته]

الله العزيز الذي شرع لعباده سؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فقال سُبْحَانَهُ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠]، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- سؤال الله بأسمائه وصفاته، ومن ذلك: عزته التي سأل الله بها وعلم أمته سؤال الله بها، فجاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول: «اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ» (١)، وجاء في حديث أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي، ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، ثُمَّ ارْفَعْ يَدَكَ ثُمَّ أَعِدْ ذَلِكَ وِتْرًا» (٢).

وأتى عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- وبه وجع كاد يهلكه، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ، مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ». قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بِي، فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ (٣).

فحري بالمسلم أن يسأل الله بعزته، ويتحرى ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك؛ فإنه أعظم الدعاء وأنفعه.


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٣٨٣)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٧١٧) واللفظ له.
(٢) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٣٥٨٨)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٣٥٨٨).
(٣) أخرجه ابن ماجه، رقم الحديث: (٣٥٢٢)، وأبو داود، رقم الحديث: (٣٨٩١)، حكم الألباني: صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٣٨٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>