للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأثر الرابع: محبة الله الظاهر والباطن سُبْحَانَهُ:

يقول الإمام ابن القيم ﵀ تَعَالَى في طريق الهجرتين: « … والمقصود: أن التعبد باسمه (الظاهر) يجمع القلب على المعبود، ويجعل له ربًّا يقصده، وصمدًا يصمد إليه في حوائجه، وملجأً يلجأ إليه، فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه (الظاهر) استقامت له عبوديته، وصار له معقل وموئل يلجأ إليه، ويهرب إليه، ويفر في كل وقت إليه … وأما التعبد باسمه (الباطن) فإذا شهدت إحاطته بالعوالم وقرب البعيد منه، وظهور البواطن له، وبدو السرائر وأنه لا شيء بينه وبينها؛ فعامِله بمقتضى هذا الشهود، وطهِّر له سريرتك؛ فإنها عنده علانية، وأصلِح له غيبك؛ فإنه عنده شهادة، وزكِّ له باطنك؛ فإنه عنده ظاهر» (١)، ومَن فَقه ما تقدم أحبَّ «الظاهر» الباطن سُبْحَانَهُ.

[الأثر الخامس: الشوق لرؤية الله تعالى، والعمل له]

إيماننا بأنه سُبْحَانَهُ «الباطن» الذي لا تدركه أبصار خلقه في الدنيا، تجعلنا نسعى لرؤيته سُبْحَانَهُ في الآخرة، عند البخاري من حديث جرير بن عبد الله ﵁، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لَا تُضَامُّونَ أَوْ لَا تُضَاهُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا، ثُمَّ قَالَ: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» (٢).


(١) طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: ٢١).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٥٤)، ومسلم، رقم الحديث: (٦٣٣) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>