للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [الرعد: ٣٣] (١)، قال ابن كثير : «أي: حفيظ عليم رقيب على كل نفس منفوسة، يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر، ولا يخفى عليه خافية» (٢) أوجب ذلك له الخوف منه سُبْحَانَهُ ومراقبته، وخشيته في السر والعلن.

[الأثر الخامس: محبة الله الحي القيوم]

إذا علم العبد أن ربه حي قيوم، واستشعر أن له الحياة الكاملة المطلقة التي بها أحياه وأوجده، وله القيومية والسيادة المطلقة التي أقام بها السموات والأرض وأقام به شؤونه ودبَّرها، واستشعر ما يتضمنه هذان الاسمان من صفات الكمال له ﷿؛ أوجب ذلك له محبته وإجلاله؛ مما يثمر في القلب الابتهاج، واللذة، والسرور وتندفع به الكروب، والهموم، والغموم.

يقول الإمام ابن القيم : «فعلم القلب ومعرفته بذلك توجب محبته وإجلاله وتوحيده، فيحصل له من الابتهاج، واللذة، والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب، والهم، والغم، وأنت تجد المريض إذا ورد عليه ما يسره ويفرحه، ويقوي نفسه، كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسي، فحصول هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى» (٣).


(١) ينظر: تفسير الطبري (١٦/ ٤٦٢)، تفسير السعدي (ص ٤١٩).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٦٣).
(٣) زاد المعاد (٤/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>