للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (ذو الجلال والإكرام)]

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (ذوالجلال والإكرام) من صفات، وتوحيد الله به]

إن الله هو المستحق وحده لأن يجل وينزه ويعظم لكمال ذاته وصفاته وأسمائه، وليس في الوجود من هو بمثل هذه الصفة غيره ﷻ وتقدست أسماؤه.

ولقد اختص الله سُبْحَانَهُ وحده بالجلال؛ لأن جلاله ليس بأنصار وأعوان وسبب من الأسباب، بل للأوصاف الرفيعة والعزة والعلو التي تلحق به.

وكل جلال وكل كرامة منه، والجلال له في ذاته، والإكرام هو فيض متناه منه على خلقه، فلا شرف ولا مجد ولا عزة ولا قوة إلا وهي له وبه ومنه، قال الأصمعي ﵀: «ولا يقال: (الجلال) إلا لله ﷿» (١).

والإكرام فيض منه على خلقه، وإكرامه لخلقه بالعطايا والمنح، والآلاء والنعم لا يحصر ولا يعد؛ فهو الجدير بالإكرام من خلقه تعظيمًا لجلاله، وعرفانًا بفضله وإكرامه، وتقديرًا لآلائه وإحسانه.

يقول ابن القيم ﵀: «من أعز أنواع المعرفة: معرفة الرب سُبْحَانَهُ بالجمال، وهي معرفة خواص الخلق، وكلهم عرفه بصفة من صفاته، وأتمهم معرفة من عرفه بكماله وجلاله، وجماله، سُبْحَانَهُ ليس كمثله شيء في سائر صفاته!» (٢).


(١) اشتقاق الأسماء الحسنى (ص: ٢٠١).
(٢) الفوائد (ص: ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>