الله -عز وجل- قدوس سبوح، يحب من عباده أن ينزهوه في أقواله، وأفعاله، وأسمائه وصفاته عن كل نقص وعيب، ويتعبدوا له سُبْحَانَهُ بذلك.
ولهذا التنزيه صور عدة، منها:
١ - تنزيه الله -عز وجل- عن الشريك، والند، والمثيل، والصاحبة، والولد، كما قال سُبْحَانَهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص].
٢ - تنزيه الله عن العدم، بإثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما قال سُبْحَانَهُ:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١]، فجمع بين نفي مماثلة المخلوقات، وإثبات الصفات، فدل على أن تنزيهه لا يعني نفي الصفات والأفعال التي أثبتها لنفسه (١).
٣ - تنزيه حكم الله الشرعي عن النقص والعيب، واعتقاد كماله؛ تصديقًا لقوله سُبْحَانَهُ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣].
٤ - تنزيه الله -عز وجل- عن أن يظن به سوءًا، أو يظن به ما لا يليق بحمده وحكمته ورحمته وعلمه؛ فإن هذا من شأن الكافرين والمنافقين، قال تَعَالَى:{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}[آل عمران: ١٥٤]، وقال سُبْحَانَهُ: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ