للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (المقدِّم - المؤخِّر):

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسمي الله (المقدم المؤخر) من الصفات، ودلالتهما على التوحيد]

الله سُبْحَانَهُ هو المقدم المؤخر بعلم وحكمة، فهو العليم الخبير المحيط القدير سُبْحَانَهُ، يدبر الكون كيفما شاء، ويمكن تقسيم تقديمه وتأخيره سُبْحَانَهُ على نوعين، وهما:

تقديم وتأخير كوني.

تقديم وتأخير شرعي.

يقول السعدي في ذلك: «وهذا التقديم يكون كونيًّا كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها، وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحر لا ساحل له، ويكون شرعيًّا كما فضَّل الأنبياء على الخلق، وفضَّل بعضهم على بعض، وفضَّل بعض عباده على بعض، وقدَّمهم في العلم، والإيمان، والعمل، والأخلاق، وسائر الأوصاف، وأخَّر مَن أخَّر منهم بشيء من ذلك، وكلُّ هذا تبعٌ لحكمته» (١).

ويقول ابن القيم : «والله قدَّم بعضًا من مخلوقاته على بعض في الخلق والإيجاد، ففي الحديث: (أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمُ)، (٢)


(١) الحق الواضح المبين (ص: ١٠٠).
(٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٣١٤٥)، وأبو داود، رقم الحديث: (٤٧٠٠)، والترمذي، رقم الحديث: (٣٣١٩)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>