للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - التداوي بالطب الحديث:

وهو ما يكون على أيدي الأطباء، فعلى المريض مع يقينه بأن الشافي هو الله أن يأخذ بالأسباب بجوارحه دون قلبه، فلا يمتنع من الأسباب ومن بينها الطب الحديث الذي ثبتت دراساته، وقد بين رسول الله ذلك جليًّا لما سأله الأعراب: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا» (١).

وقال النووي : «إن الطب غير قادح في التوكل؛ إذ تطبب رسول الله صلى الله عليه و سلم والفضلاء من السلف، وكل سبب مقطوع به كالأكل والشرب للغذاء والري لا يقدح في التوكل عند المتكلمين في هذا الباب، ولهذا لم ينف عنهم التطبب» (٢).

[الأثر الرابع: محبة الله الشافي]

الله ﷿ هو الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه، والذي لا يكشف الضر إلا هو ولا يأتي إلا بالخير إلا هو، وهو الذي أنزل الكتب وأرسل الرسل؛ ليشفي الناس من أمراض الشرك والكفر والشكوك، والحقد والحسد وغيرها من أمراض القلوب، ويعافيها بالهداية إلى الدين القيم، والصراط المستقيم الذي يوصل إليه، وهو الذي يحفظ أبدانهم ويشفي أبدانهم من الأسقام والآفات، وهذا كله يثمر في القلب محبة مَن هذه صفاته، وتوحيده والتعبد له بكل أنواع العبادة لا شريك له.


(١) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٠٣٨)، والبخاري في الأدب المفرد، رقم الحديث: (٢٩١)، حكم الألباني: صحيح، صحيح الأدب المفرد (٢٩١).
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>