للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأثر السابع: المنة لله سُبْحَانَهُ:

المنَّة بالعطية إنما تكون لله وحده، وليست لأحد من الخلق؛ لذا نهى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يتصف المؤمن بها وأن يؤذي الخلق بهذا الخُلق الذميم، قال الله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: ٢٦٤]، وقال تَعَالَى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: ٦]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «لا تعط العطية؛ تلتمس أكثر منها» (١).

قال السعدي -رحمه الله-: «لا تمنُنْ على الناس بما أسديتَ إليهم من النعم الدينية والدنيوية، فَتَتَكَثَّر بتلك المنة، وترى لك الفضل عليهم بإحسانك المنة، بل أحسِن إلى الناس مهما أمكنَك، وانْسَ عندهم إحسانك، ولا تَطْلُب أجرَه إلا من الله تَعَالَى، واجعل مَن أحسنت إليه وغيرَه على حَدٍّ سواء» (٢).

قال -صلى الله عليه وسلم-: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» (٣)، وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ» (٤).


(١) تفسير ابن كثير (٨/ ٢٦٤).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٨٩٥).
(٣) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٠٦).
(٤) أخرجه النسائي، رقم الحديث: (٥٦٨٨)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن النسائي، رقم الحديث: (٥٦٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>