للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى اسم الله (الرَّزَّاق- الرَّازِق):

قال الطبري : في قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: ٥٨]: «إن الله هو الرزاق خلقه، المتكفل بأقواتهم» (١).

قال الخطابي : «هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته، فلم يختص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيل له، ولا متكسب فيه، كما يسوقه إلى الجلد القوي ذي المرة السوي، قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ [العنكبوت: ٦٠]، وقال تَعَالَى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ٦]» (٢).

قال الحليمي في معنى: (الرازق) -: «المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قوامًا إلا به، والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم من ذلك إليهم؛ لئلا تتنغص عليهم لذة الحياة بتأخره عنهم، ولا يفقدوها أصلًا لفقدهم إياه» (٣).

وقال- في معنى (الرزاق) -: «وهو الرزاق رزقًا بعد رزق، والمكثر الواسع لها» (٤).

قال ابن الأثير : «(الرزاق) وهو الذي خلق الأرزاق، وأعطى


(١) تفسير الطبري (٢١/ ٥٥٥ - ٥٥٦).
(٢) شأن الدعاء (ص: ٥٤).
(٣) المنهاج (١/ ٢٠٣).
(٤) المصدر السابق (١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>