للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِالله وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (١).

فبين ﷺ في هذا الحديث أن الإنسان لا يدرك مطالبه من أمور الدين أو الدنيا بالعمل والسعي الجاد في تحصيلها فقط، بل لا بد أن يعطف على سعيه الاستعانة بالله ﷿؛ لأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ولو صغرت، ودفع مضاره ولو سهلت، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله ﷿ (٢).

[الأثر السادس: محبة الله القادر القدير المقتدر]

إذا تأمل العبد في اسم الله (القادر، القدير، المقتدر)، واستشعر كمال قدرته وتقديره؛ فلما قدر حلم، ولما قدر عفا وغفر، ولما قدر عدل ولم يظلم، ولما قدر لم يعجز عن شيء ألبتة، ولما قدر قدر عن علم، وحكمة، ورحمة قاده ذلك كله لمحبته ﵎ والتعلق به، لا سيما وقد فُطرت القلوب على محبة من له الكمال.


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٦٦٤).
(٢) ينظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢/ ٥٧٢)، وفقه الأسماء الحسنى، للبدر (ص: ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>