للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما توحيده بالأسماء والصفات:

فقد قال ابن القيم ﵀: «اسم الله دال على جميع الأسماء الحسنى، والصفات العليا بالدلالات الثلاث؛ فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه.

وصفات الإلهية: هي صفات الكمال، المنزهة عن التشبيه والمثال، وعن العيوب والنقائص، ولهذا يضيف الله تَعَالَى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله تَعَالَى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: ١٨٠] … فعلم أن اسمه الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله» (١).

الأثر الثالث: الفرح والسرور بمعرفة الله ﷻ-:

النفس أحوج ما تكون إلى معرفة خالقها ومعبودها الحق، ولا حاجة إليها فوق حاجتها إلى معرفته، فلا سعادة لها ولا فلاح ولا صلاح ولا نعيم ولا راحة لها إلا بمعرفة ربها ومعبودها وعبادته، فإذا عرفت معبودها الحق (الله) ﷻ سعدت وفرحت بذلك أشد الفرح، قال ابن القيم ﵀: «ليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبته وذكره والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه والزلفى عنده» (٢).

وقال: «فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه، ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره، ومحبته، وعبادته وحده، والإنابة إليه، والطمأنينة بذكره، والأنس


(١) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم (١/ ٥٥).
(٢) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، لابن القيم (ص: ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>