للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِهَا فَعَلْتُ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَهُ أَفْضَلَهُمْ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، مَا يَمْنَعُكَ مِمَّا يَأْمُرُ بِهِ أَصْحَابُكَ، وَمَا يَحْمِلُكَ أَنْ تَقْرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحِبُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ حُبَّهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ» (١).

وفي حديث أبي هريرة ، قال: «أقبلت مع النبي ، فسمع رجلًا يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] فقال رسول الله : وَجَبَتْ، قلت: وما وجبت؟ قال: الْجَنَّةُ» (٢).

وهذه الفضائل وغيرها تدعو العبد إلى قراءتها، وتردادها، وتدبر معانيها، ومحبتها.

[الأثر السابع: دعاء الله باسمه الواحد الأحد]

إن معرفة العبد لاسم الله الواحد الأحد يدعوه إلى دعاء الله وسؤاله بهما؛ امتثالًا لقوله تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠] لا سيما وقد جاء ما يدل على أن اسم الله الأحد هو الاسم الأعظم؛ فقد سمع النبي رجلًا يقول في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال رسول الله


(١) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٩٠١)، وأبو يعلى، رقم الحديث: (٣٣٣٥)، وابن خزيمة، رقم الحديث: (٥٣٧)، حكم الألباني: حسن صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢٩٠١).
(٢) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٨١٢٦)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٨٩٧)، والنسائي، رقم الحديث: (٩٩٣). حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢٨٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>