إذا علم العبد أن الله (حليم)، فليعلم أنه سُبْحَانَهُ يحلم ولا يعاجل بالعقوبة ليتوب العباد وينيبوا، لا لأن يغفلوا ويتمادوا في الكفر والعصيان كما هو مشاهد في كثير من الناس، قال تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: ٩٢].
والغفلة من أعظم أمراض القلوب وأخطرها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀:«الغفلة والهوى أصل الشر، قال تَعَالَى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: ٢٨]، والهوى وحده لا يستقل بفعل السيئات إلا مع الجهل- أي: الغفلة-»(١).
وقد حذر الله منها، ونوَّع الأساليب في ذلك مبالغةً في التحذير منها، ومن ذلك:
ذم الغافلين عن الآخرة، فقال تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم: ٧].