للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خضر فيها ولا نبات، قال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الروم: ٤٨] (١).

- الرحمة: فيفتح رحمته ويبسطها على من يشاء من خلقه، فيجدها في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حال، وفي كل مكان، حيثما كان، وكيفما كان، ويقبضها عمن يشاء فيفقدها في كل شيء، وفي كل وضع، وفي كل حال، وفي كل مكان، ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان، وما من نعمة إلا وتنقلب عليه نقمة، قال تَعَالَى: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر: ٢].

[الأثر الرابع: الرضى بما قسم القابض الباسط للعبد]

إذا تيقن العبد أن قبض الله وبسطه ناشئ عن علم تام بمصالح العبد، وحكمة بالغة، ورحمة عظيمة؛ رضي بما قسم الله له وقدر من الأرزاق وغيرها، سواء كان بسطًا أو قبضًا، ولم ينظر لمن فوقه نظرة حسد وبغضاء، فيعيش في نكد وشقاء، بل ينظر لمن هو دونه فيزداد بذلك رضى وقناعه، قال رسول الله : «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ» (٢).

فله الحمد على كل أفعاله، وله الحمد في خلقه وأمره.


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٥٣٤، ٦٤٤).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٩٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>