[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الحق) من الصفات]
الله هو الحق ﷻ، ويظهر ذلك من عدة وجوه، منها:
الأول: هو الحق في وجوده ﵎، فله تَعَالَى الوجود الحق، فالله لا يزول ولا يحول بخلاف غيره، فالخلق كلهم يزولون ويحولون، وحياته سُبْحَانَهُ الحياة الأزلية، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء، ووجوده كامل فلا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يأخذه مرض ولا تعب، فهذا هو الحق في وجوده ﵎.
الثاني: هو الحق في ربوبيته وألوهيته، فهو الرب الحق في تدبيره وتصريفه ورزقه، وغيره مربوب مملوك مصرف مدبَّر، وهو المعبود الحق لكل مألوه ومعبود ومربوب قام على إلهيته برهان الفطرة وحجة العقل، وشهد بها ما في الوجود جميعًا من ناطق وصامت، قال تَعَالَى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس: ٣١ - ٣٢]، فعبادة من هذا وصفه حق، وعبادة ما دونه ممن ليس له من وجوده إلا العدم، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا ضلال وزيغ وباطل (١)، قال تَعَالَى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: ٦٢].