للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأثر الخامس: التأدب مع الله السلام في الألفاظ]

فالله سُبْحَانَهُ السلام ومنه السلام سُبْحَانَهُ، وقد جاء النهي عن قول العبد: السلام على الله؛ فعن ابن مسعود ﵁، قال: «كنا نصلي خلف النبي ﷺ فنقول: السلام على الله، فقال النبي ﷺ: إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلامُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لله وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ-؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» (١).

قال الشيخ عبدالرحمن بن قاسم- صاحب حاشية كتاب التوحيد-: «لما كان حقيقة لفظ (السلام) السلامة والبراءة والخلاص والنجاة من الشرور والعيوب، فإذا قال المسلم: السلام عليكم، فهو دعاء للمسلم عليه، وطلب له أن يسلم من الشر كله، ومرجع السلامة إلى حظ العبد مما يطلبه من السلامة من الآفات والمهالك، والله هو المطلوب منه، لا المطلوب له، وهو المدعو لا المدعو له، وهو الغني له ما في السماوات وما في الأرض، وهو السالم من كل تمثيل ونقص، وكل سلامة ورحمة له ومنه، وهو مالكها ومعطيها؛ استحال أن يسلم عليه سُبْحَانَهُ، بل هو المسلِّم على عباده، فهو السلام ومنه السلام، لا إله غيره، ولا رب سواه» (٢).


(١) سبق تخريجه.
(٢) حاشية كتاب التوحيد (ص: ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>