للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤمنهم من النار وحرها، كما قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠١ - ١٠٢].

وهذا الأمن يختلف باختلاف ما معهم من التوحيد والتقوى «فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقًا، لا بشرك، ولا بمعاص؛ حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة، وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها» (١).

[الأثر الثاني: دلالة اسم الله (المؤمن) على التوحيد]

إذا تأمل العبد في اسم الله المؤمن وما فيه من تصديق الله للتوحيد بشهادته عليه كما في قوله تَعَالَى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨]، وإقامته للحجج والبراهين والأدلة النقلية والعقلية عليه، ونصرته لمن قام به ولو كان ضعيف العدة والعتاد، وخذلانه للشرك وأهل الإشراك وإيقاعه ألوان العقوبات عليهم، ووعده لأهل التوحيد بالأمن في الدارين- ساقه ذلك كله لتوحيده وإخلاص العبودية له وحده لا شريك له (٢).


(١) المرجع السابق.
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ١٢٤ - ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>