للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعد لا يخلف ولا يغير؛ فإنه من الصادق القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده» (١).

فلا بد أن ينتصر الإسلام والمسلمين يومًا ما، وإن عظمت قوة أعدائهم وكثر عددهم، فالله فوقهم ونواصيهم بيده، وقوتهم لا شيء في جنب قوته.

ففي يوم الأحزاب الذي اجتمع فيه أهل الكفر من كل حدب وصوب، وجمعوا من القوة ما جمعوا كل ذلك لحرب ثلة من المؤمنين لا تكفؤهم في العدد ولا العدة، ومع ذلك نصر القوي عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، ورد جموع الكفر خائبة لم تنل خيرًا، قال تَعَالَى: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب: ٢٥] (٢).

إلا أنه لا بد للنصر من الأخذ بالأسباب التي من أهمها التمسك بالدين، واجتماع الكلمة، ونصرة الدين بالقول والفعل، واتخاذ العدة والقوة اللازمة، قال تَعَالَى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠].

[الأثر الخامس: محبة الله القوي المتين]

الإنسان بطبعة جُبِل على حُبِّ مَن له الكمال والعظمة، والله ﷿ القوي المتين الذي لا حد لقوته، ولا ضعف معها، ولا عجز، ولا نصب، ولا ظلم، بل بلغ فيها غاية الكمال ومنتهاه.


(١) تفسير السعدي (ص: ٨٤٨).
(٢) ينظر: النهج الأسمى، للنجدي (٢/ ٤٠ - ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>