لما كان من معاني (الرب) أنه الذي يربي عباده بخلقه إياهم على أحسن صورة، والإنعام عليهم بما يقيم حياتهم ومعاشهم، والقيام على شؤونهم وحاجتهم أتم قيام وأكمله.
فإن هذه المعاني من شأنها أن تورث في قلب العبد المحبة العظيمة لربه سُبْحَانَهُ، وحب ما يحبه ومن يحبه، وبغض ما يبغضه ومن يبغضه، والمسارعة في مرضاته، وتعظيمه وإجلاله وشكره، وحمده الحمد اللائق بجلاله وعظمته وسلطانه وإنعامه.
[الأثر السادس: التضرع باسم الله (الرب)]
اسم الله (الرب)﵎ يقتضي جلب المنافع ودفع المضار، وتفريج الكربات، وقضاء الحاجات، ومن هنا صمد إليه العباد وقصدوه صغيرهم وكبيرهم، برهم وفاجرهم، بل وحتى كافرهم في حاجاتهم ومطالبهم، كما قال الله تَعَالَى عن الكفار: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [لقمان: ٣٢]، وقال: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [العنكبوت: ٦٥].
وكلما عرف العبد اسم الله (الرب) وزاد يقينه بمعانيه؛ زاد لهجه ودعاؤه به؛ لذا كثر في أدعية الأنبياء والصالحين تكرار الدعاء بقولهم:(ربنا، ربنا)، ومن ذلك:
- دعاء آدم ﵇، حين تاب الله عليه هو وزوجه: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣].