للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الشَّافي):

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الشافي) من الصفات]

الله سُبْحَانَهُ هو الشافي بقدرته وحكمته، وعلمه وإحاطته، فلا شافي على الإطلاق إلا الله وحده، يقول : «وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» (١)، فهو سُبْحَانَهُ الذي يرفع البأس والعلل، ويشفي العليل بالأسباب والأمل، فقد يُبرأ الداء مع انعدام الدواء، وقد يُشفى الداء بلزوم الدواء، ويرتب عليه أسباب الشفاء، وكلاهما باعتبار قدرة الله سواء، فهو الشافي الذي خلق أسباب الشفاء، ورتب النتائج على أسبابها والمعلولات على عللها، فيشفي بها وبغيرها؛ لأن حصول الشفاء عنده يحكمه قضاؤه وقدره، فالأسباب سواء ترابط فيها المعلول بعلته، أو انفصل عنها هي من خلق الله وتقديره، ومشيئته وتدبيره.

وشفاء الشافي سُبْحَانَهُ نوعان، دل عليهما عموم قوله : «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» (٢)، وهما:

النوع الأول: الشفاء المعنوي الروحي، وهو الشفاء من علل القلوب.

يقول تَعَالَى ممتنًّا على خلقه بما أنزل إليهم من القرآن العظيم على رسوله الكريم: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ٥٧].


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٦٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>