والنجاة، فالله سُبْحَانَهُ علَّق سعادة الدارين بمتابعته، وجعل شقاوة الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهدى والأمن، والفلاح والعزة، والكفاية والنصرة، والولاية والتأييد، وطيب العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذلة والصَّغار، والخوف والضلال، والخذلان والشقاء في الدنيا والآخرة» (١).
ولا شك أن هذا يدعو العبد إلى المتابعة واقتفاء أثر الرسول الكريم ﷺ.
[الأثر السادس: محبة الله الحسيب الديان]
من تأمل في اسم الله الحسيب الديان، وقف على عدة معاني، الواحدة منها كافية في ملأ القلب من محبته ﷿، ومن هذه المعاني:
- الكفاية: فإذا تأمل العبد في كفاية الله ﷿ له، التي بها وصلته كثير من النعم، واندفعت عنه كثير من النقم؛ أحبه جل في علاه.
ثم إذا تأمل أن هذه الكفاية لم تقتصر عليه، بل شملت غيره، حتى العاصي والمنافق والكافر، بل وحتى الحيوان والنبات؛ امتلأ قلبه بمحبته.
- مضاعفة الحسنات دون السيئات: فإذا تأمل العبد في كرم ربه في الحساب، وعظم جوده وفضله؛ دفعه ذلك لمحبته.
- العدل: فإذا تأمل العبد في أن ربه مع كمال ملكه وقدرته وغناه وقوته، لا يُسأل عما يَفعل، حكم بالعدل في الدنيا وكذا في الآخرة؛ امتلأ قلبه بمحبته.
ثم إذا تأمل تمام عدله يوم الدين من إحضار الصحف، وإقامة الشهود،
(١) زاد المعاد، لابن القيم (١/ ٣٥).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute