للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقة! والمقصود بالأعمال كلها ظاهرها وباطنها: إنما هو صلاح القلب، وكماله، وقيامه بالعبودية بين يدي ربه وقيومه وإلهه» (١).

[الأثر الخامس: محبة الله الخبير]

إن إيمان العبد باسم الله الخبير وما فيه من تمام العلم والخبرة؛ يورث القلب محبة الله ﷿؛ ذلك أنها صفة كمال، والقلوب فطرت على محبة من له الكمال.

ثم إن العبد إذا ضم إليها صفات ربه الأخرى كالحكمة، والحلم، والستر، ونحوها، وتأمل كيف أنه قدر له ما فيه مصلحته بمقتضى خبرته وحكمته ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٨]، وتأمل كيف أنه يطلع عليه ويخبره، وهو يتقلب في معاصيه ليل نهار ومع ذلك يحلم عليه ويستره؛ زاد حبه لربه الخبير.

فاللهمَّ يا خبير يا عليم، أصلح لنا ظاهرنا وباطننا، وسرنا وعلانية، وشأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.


(١) بدائع الفوائد (٣/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>