يقول ابن القيم ﵀:«فالجبار اسم من أسماء التعظيم كالمتكبر والملك، والعظيم والقهار، قال ابن عباس في هذه الآية: هو العظيم وجبروت الله عظمته»(١)، فكلها من أسماء التعظيم لله سُبْحَانَهُ.
[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله الجبار]
[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الجبار) من الصفات، ودلالته على التوحيد]
الله تَعَالَى هو الجبار القهار العزيز العلي، الذي له العلو والعزة على خلقه، لا يدنو منه الخلق، ولا يشفعون ولا يتكلمون إلا من بعد إذنه، لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه، فالجبار من أوصافه يرجع إلى كمال القدرة والعزة والملك، ولهذا كان من أسمائه الحسنى.
وقد مدح الله بهذا الاسم نفسه، وأما في حق الخلق فهو مذموم؛ فالله سُبْحَانَهُ قهر الجبابرة وعلاهم بعظمته، فلا يجري عليه حكم حاكم فينقاد، ولا أمر آمر فيلزمه الامتثال، بل هو آمر غير مأمور، قاهر غير مقهور، ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٣].
ينقسم جبروت الجبار سُبْحَانَهُ بحسب الزمان إلى قسمين: جبروت في الدنيا، وجبروت في الآخرة.