وقد رد الله على المنافقين الذين قالوا: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧]، فقال تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ﴾ [المنافقون: ٧] فبين أن هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، إنما هم يرزقون من خزائن الله، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فضلًا عن أن يرزقوا غيرهم أو يمنعوا رزقه، فما أقل فقههم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين.
ولضعف هذ اليقين تجد الإنسان يسأل: من الذي يرزقك؟ فيجيب على البديهة: الله، ثم تجده إذا ضيق عليه مخلوق في الرزق، قال: فلان يريد قطع رزقي!
فلا بد أن يستقر في القلوب إلى درجة اليقين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن الله هو المحيي المميت، وأن الله هو الضار النافع، وأن الله هو المعطي والمانع، وأن الله هو المدبر، وأن الله هو الذي بيده كل شيء.
الأثر السادس: الأخذ بأسباب نَيلِ الأرزاقِ:
قد جعل الرزاق تحصيل الأرزاق منوطًا بالأخذ بالأسباب، فبها تنال الأرزاق وتستجلب الخيرات، وتحصل البركات وتدفع عن العباد الشرور والآفات.
وقد بين سُبْحَانَهُ هذه الأسباب وأوضحها لعباده في كتابه وسنة رسوله ﷺ، ومنها:
١ - الإيمان والتقوى:
من أهم أسباب نيل الرزق: الإيمان بالله والاستقامة على طريق الحق، قال تَعَالَى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦]، وقال