إذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين، قال تَعَالَى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [العنكبوت: ٦٥]؛ لعلمهم أنه وحده المقتدر على دفعه وإزالته، وهذا يلزم منه إخلاص الدعاء إليه في حال الرخاء واليسر، كما أخلصوا له في حال الشدة والعسر، وألا يشركوا معه غيره (١).
[الأثر الثالث: محبة الله القريب المجيب]
إذا تأمل العبد اسم الله القريب المجيب وما فيه من إجابة الداعين، وإسعاف السائلين، وكفاية المضطرين مع الإنعام قبل النداء، والتفضل قبل الدعاء؛ حمله ذلك على محبته ﵎، لا سيما وأن القلوب فُطرت على محبة من يحسن إليها ويقضي حاجتها.
كما أن هذا الاسم وما يقتضيه من الكمالات كالعلم، والسمع، والقدرة، والغني، والملك كلها توجب للقلب محبته؛ لما فطرت على محبة مَن له الكمال.
[الأثر الرابع: الرجاء في الله (القريب المجيب) والتعلق ببابه]
من عرف اسم ربه القريب المجيب وضم إليه الكريم الجواد المحسن، وتيقن أنه سُبْحَانَهُ بيده ملكوت كل شيء، وإليه حكم كل شيء، فحكمه نافذ في السموات وأقطارها، وفي الأرض وما عليها وما تحتها، وكذا في البحار والجو، وفي سائر أجزاء العالم وذراته يقلبها ويصرفها ويحدث فيها ما يشاء، فما شاء كان في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقدم ولا تأخر، له الخلق والأمر، وله الملك، وله الدنيا والآخرة،