للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة مرفوعًا: «لَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ العُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ» (١).

قال ابن كثير : «وغير ذلك من الآيات المشتملة على الترغيب والترهيب، فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة وصفة الجنة والترغيب فيما لديه، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها، وتارة بهذا وبهذا لينجع في كل بحسبه» (٢).

[الأثر الخامس: محبة الله الرحمن الرحيم والحياء منه]

إذا تأمل العبد في اسم الله «الرحمن- الرحيم» ونظر في آثار رحمته التي لم تزل سارية في الوجود، مالئة للموجود، تنزل بها الخيرات آناء الليل والنهار، وتوالى بها النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، ورحمته سبقت غضبه وغلبته، والعطاء أحب إليه من المنع؛ قاده ذلك كله إلى محبته ؛ إذ النفوس جبلت على محبة من يحسن إليها ويرفق بها ويعطف، فكيف لا تحب من أفاض عليها من رحمته وعطفه ونعمه ما يفوق الحصر والعد! (٣).

كما يقوده- أيضًا- إلى الحياء منه والخجل؛ إذ كيف يعصي من يحسن إليه برحمته، ولولا إحسانه ونعمته ما استطاع أن يعصيه، وكيف يعصي من هو على أخذه وعقابه قادر، إلا أنه يمهله ويحلم عليه برحمته!!


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٧٥٥).
(٢) تفسير ابن كثير (٣/ ٣٨٥).
(٣) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٧٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>