للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى (الآخر) ما له انتهاء، كما ليس معنى (الأول) ما له ابتداء» (١).

قال ابن القيم : «سبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته» (٢).

وقد نظم ابن القيم في نونيته في معنى هذين الاسمين:

هُوَ أَوَّلٌ هُو آخِرٌ هُوَ ظَاهِرٌ … هُوَ بَاطِنٌ هِيَ أَرْبَعٌ بِوزَانِ

مَا قَبْلَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا بَعْدَهُ … شَيْءٌ تَعَالَى اللهُ ذُو السُّلْطَانِ

مَا فَوْقَهُ شَيْءٌ كَذَا مَا دُونَهُ … شَيْءٌ وَذَا تَفْسِيرُ ذِي البُرْهَانِ (٣)

اقتران اسم الله (الأول والآخر) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

- اقتران اسمي الله (الأول والآخر) باسميه (الظاهر الباطن):

لم يقترن اسم الله الأول والآخر إلا باسمه الظاهر والباطن، وذلك في موضع واحد، هو قوله تَعَالَى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الحديد: ٣].

وجه الاقتران:

يقول ابن القيم عن هذه الأسماء الأربعة: «فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهى إحاطتان: زمانية ومكانية، فأحاطت أوليته وآخريته


(١) شأن الدعاء (ص ٨٤).
(٢) مدارج السالكين (٣/ ١١٣).
(٣) النونية (ص ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>