للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - حفظ الظاهر والباطن من السيئات]

مراقبة الله ﷿ توجب للعبد صيانة ظاهره وباطنه ووقايته من اقتراف السيئات، فإن العبد إذا استحضر اطلاع ربه على ما بطن وخفي عن أعين الناس؛ دفعه ذلك إلى إصلاح باطنه وصيانته، فيحفظ قلبه من الحرام، ويحفظ فكره من الخواطر الرديئة، ويجرد باطنه من كل شهوة وإرادة تعارض أمر الله، ومن كل محبة تزاحم محبته، وهذه هي حقيقة القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم.

وإذا صلح الباطن صلح الظاهر ولا ريب، فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته، وقد قيل: من راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه، فلا ينطق بحرام، ولا ينظر لحرام، ولا يسمع لحرام، ولا يبطش حرامًا، ولا يمشي لحرام (١).

فاستشعار العبد لرؤية ربه؛ يدفعه إلى الإقلاع عن المعاصي والآثام؛ لذلك فإن الذي يقع في المعصية، لا بد أنه غاب عنه عند مواقعتها أن الله رقيب شهيد، قال ابن الجوزي : «فقلوب الجهال تستشعر البعد؛ ولذلك تقع منهم المعاصي؛ إذ لو تحققت مراقبتهم للحاضر الناظر، لَكَفُّوا الأكفَّ عن الخطايا، والمتيقظون علموا قربه، فحضرتهم المراقبة، وكَفَتْهم عن الانبساط» (٢).


(١) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٦٥ - ٦٨).
(٢) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>