الله ﷿ السلام، ويحب من عباده أن يكون لهم نصيب من اسمه السلام، وذلك: بسلامة النفس، وبسلامة الخلق من شره وأذاه.
فأما سلامة النفس:
فبسلامتها من الذنوب والعيوب والنقائص، قال تَعَالَى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩]، أي: طهرها وسلمها من الذنوب، ونقاها من العيوب (١).
فيسلم جوارحه من مواقعة الحرام، ويسلم قلبه من أمراض الشبهات والشهوات، وأدران الحقد والغل والحسد، فيقدم على ربه ﷿ بقلب سليم يحصل معه فوزه ونجاته، كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٧ - ٨٩].
والقلوب ثلاثة: قلب سليم، وقلب مريض، وقلب ميت.
قال ابن القيم ﵀: «والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك، والغل، والحقد، والحسد، والشح، والكبر، وحب الدنيا والرياسة؛ فسلم من كل آفة تبعده من الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله؛ فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا، وفي جنة في البرزخ، وفي الجنة يوم المعاد.
ولا تتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر،