للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الشكُور- الشاكر):

[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الشكور) من صفات الله تعالى]

إن شكر الله تَعَالَى لعباده في حقيقته امتنان منه سُبْحَانَهُ، وكمال إحسان وكرم وحلم وفضله منه، رغم أن ملكه سُبْحَانَهُ لا يزداد شيئًا بشكر الناس له ونسبتهم الفضل إليه، كما أنه لا يتضرر بكفرهم؛ لأنه الغني الحميد، ولكنه ﵎ يحب أن يحمد ويشكر، ويرضى عن العبد بذلك، ويكره أن يكفر به وبنعمته، ويسخط على العبد بذلك.

يقول ابن القيم ﵀ في ذلك: «وأما شكر الرب تَعَالَى فله شأن آخر كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة» (١).

ثم ذكر ابن القيم بعض مظاهر شكر الله لعباده، ومنها:

من شكره سُبْحَانَهُ: أن العبد إذا ذكر ربه وأثنى عليه في ملأ أو مجلس ذكر؛ شكره الله وأثنى عليه وذكره في ملأ أعلى وأخير منه، يقول الله تَعَالَى في الحديث القدسي: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، … » (٢).

من شكره سُبْحَانَهُ: أنه إذا أحب عبدًا ألقى محبته بين العباد، قال ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ ﵎ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ


(١) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص: ٢٨٠).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٤٠٥)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>