بهدايتهم إلى الحقِّ ونصرتهم على أهل الباطل مِن المجرمين، فهو سُبْحَانَهُ الذي يتولى أنبياءَه وأولياءَه بالهداية- بكلِّ معانيها- ونصرتهم بجميع أنواع النصرة.
[الآثار المسلكية للإيمان باسم الله (الهادي)]
[الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم الله (الهادي) من الصفات، وتوحيد الله به]
الله سُبْحَانَهُ هو الهادي لعباده، المبين لهم طريق الحق والإيمان، الكريم القريب لعباده، رحيم بهم هاد لهم، وهدايته سُبْحَانَهُ على أربعة أنواع:
النوع الأول: هداية عامة مشتركة بين الخلق:
«الهداية العامة المشتركة بين الخلق، المذكورة في قوله تَعَالَى: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه: ٥٠]، فأعطى كلَّ شيء صورته التي لا يشتبه فيها بغيره، وأعطى كل عضو شكله وهيئته، وأعطى كل موجود خلقه المختص به، ثم هداه إلى ما خلقه له من الأعمال.
وهذه هداية الحيوان المتحرك بإرادته إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وهداية الجمال المسخر لما خلق له، فله هداية تليق به، كما أن لكل نوع من الحيوان هداية تليق به وإن اختلفت أنواعها وصورها.
وكذلك كل مخلوق وعضو له هداية تليق به:
فهدى الرجلين للمشي، واليدين للبطش والعمل، واللسان للكلام، والأذن للإستماع، والعين لكشف المرئيات، وكل عضو لما خلق له.