للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ، فَفَرَجَ الله مَا بَقِيَ» (١).

فالثلاثة راقبوا الله، فكان الجزاء أن فرج الله عنهم ما هم فيه، فإذا بالصخرة تتحرك من مكانها، وتفتح لهم باب النجاة، والخلاص من الهمِّ الذي حلَّ بهم.

[٦ - سرور النفس وطمأنينة القلب]

من استحضر مراقبة الله ﷻ، وأدام ذكره، واجتنب الغفلة عنه؛ أثمر ذلك سرورًا في قلبه وانشراحًا في صدره ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨] وقرت عينه بالقرب من ربه، وأحس بلذة وفرح لا يدانيه فرح من الأفراح عند فعل الطاعات؛ لعلمه أن الله مطلع عليه ناظر إليه وهو الشكور الحميد.

وما يجده المراقب لربه من السرور والحبور من النعيم المعجل في الدنيا (٢)، قال ابن القيم ﵀: «فإن سرور القلب بالله وفرحه به، وقرة العين به، لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البتة، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال أهل الجنة، حتى قال بعض العارفين: إنه لتمر بي أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب.

ولا ريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله ﷿، وبذل الجهد في طلبه، وابتغاء مرضاته، ومن لم يجد هذا السرور، ولا شيئًا منه،


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٢٣٣٣)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٧٤٣).
(٢) ينظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب (١/ ١٣٥)، وفقه الأسماء الحسنى، للبدر (ص: ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>