وبعد هذا فلابد أن يعلم أن رحمته -جل جلاله- في غاية الكمال والجلال، فلا ضعف معها ولا رقة ولا عجز، بل رحمة مع عزة وقوة وقدرة تامة، قال تَعَالَى:{ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[السجدة: ٦].
[الأثر الثاني: دلالة اسم الله (الرحمن الرحيم) على التوحيد]
اسم الله «الرحمن الرحيم» دال على أنواع التوحيد الثلاثة: الربوبية، والألوهية، والأماء والصفات، وبيان ذلك:
أن اسم الله «الرحمن الرحيم»، وما ورد فيه من النصوص المتكاثرة في الكتاب والسنة دالة على إثبات صفة الرحمة لله -عز وجل-، وهي صفة كمال لائقة بذات الرب -عز وجل-، كما هو الحال في سائر صفاته، قال تَعَالَى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١]، ولا يجوز نفيها أو تأويلها أو تحريفها أو تكيفيها كما هو مقرر في مذهب أهل السنة والجماعة في جميع الصفات، وهذا هو توحيد الأسماء والصفات.
(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٤٧١٥)، وابن حبان (١٨٣)، حكم الألباني: صحيح لغيره، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (٣٠٥٤). واللفظ لأحمد.